لم تكن للأعاصير أسماء، بل كانت تسمى حسب التاريخ الذي حصلت فيه (مثل إعصار 1898م، وإعصار 1906م، أو بحسب المكان التي زارته كـ (إعصار ميامي وإعصار هيوسن) أو المنطقة مثل "إعصار غالفستون" و"إعصار ميامي" ولبغض أو حب الناس لرجال الدين والساسة أطلقوا أسماءهم على الأعاصير مثل هرقل وسانت بول وإعصار سانت لويس وإعصار سانتا ماريا). إلا أن هذه التسمية تتم بعشوائية، فقام عالم الأرصاد الإيطالي كلمنت وراغي بتسمية الأعاصير بأسماء الناس، واختار أسماء ذات أبعاد متناقضة فأطلقها على سياسيين كان يكرههم ونساء كان يحبهن، بيد أن قوة اليد السياسية استطاعت أن تبعد نفسها عن التسمية وظلت ملتصقة بظهر العنصر النسائي الأضعف، فأضحت سنة متبعة، والوقود الذي يعزز هذا أن هناك تقاطعات بين الأعاصير والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة أمزجة متقلبة وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الإعصار، ومن جانب آخر يرجح بعضهم أن الأسماء النسائية تذكر تيمنا بالمستقبل بأن تكون الأعاصير ناعمة ولطيفة غير مخربة كحال النساء أو أن الأسماء في البداية مؤنثة، وذلك لأن كلمة إعصار باللغة الإنجليزية (هيوريكين) مؤنثة، مثلها مثل "سفينة" ما جعل السياق اللغوي يحتم وضع "أسماء أنثوية" لجميع الأعاصير المتوقعة.
وبعد الحرب العالمية الثانية طوّرت القوات الأمريكية المسلحة تسمية الأعاصير لمتابعتها ورصدها. ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها - ولمنع التضارب الحاصل في وسائل الإعلام حينها - قامت إدارة الطقس الفدرالية ووضعت جداول الأسماء حسب الحروف الأبجدية النسائية، الأمر الذي أثار حفيظة المجتمع النسوي الأمريكي، فأخذت حركات تحرير المرأة تطالب إدارة الطقس بخلخلة هذه الأسماء وإعادة صياغتها من جديد ورفض إلصاق الأسماء الأنثوية بالأعاصير المدمرة والعنيفة .والمطالبة بالمساواة مع الرجل في التسمية فاضطرت إدارة الطقس الدولية المسؤولة عن تصنيف الأعاصير إلى إدخال أسماء مذكرة في ثنايا القائمة، فتقرر في عام 1979 طرح قوائم جديدة في كل ست سنوات وتتضمن أسماء مذكرة ومؤنثة على التوالي فتوضع أسماء مسبقة للأعاصير المتوقعة.. وهذه الأسماء تطلق تباعاً (وبحسب قائمة أبجدية) وغالباً ما تكون الأسماء المختارة مألوفة بين الناس في المناطق التي تمر بها الأعاصير، شريطة ألا يكون الإعصار مدمرا، فإذا زاد تمرده يشطب الاسم من القائمة المستقبلة تشاؤما ويستبدل آخر به من النوع نفسه، يبدأ بالحرف ذاته وهذا ما انطبق على الإعصار أندرو الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة في آب (أغسطس) 1992 مخلفا 23 قتيلا وخسائر بقيمة 21 مليار دولار. وإعصار ميتش الذي أهلك الحرث والنسل وإعصارا تشارلي وإيفان اللذان ضربا فلوريدا وكوبا بين آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) 2004، فهذه أسماء أعاصير لن تتكرر مرة ثانية في القوائم المستقبلية.
ولا تحمل العواصف الاستوائية أسماء إلا إذا راوحت قوتها بين 8 و11 درجة على مقياس بوفورت، أي ما بين 65 و110 كلم في الساعة.
ولربما يتدخل عنصر في القائمة فيحمل اسما جديدا من غير المكتوب، فإعصار(كاترينا) أطلق على أول من اكتشفت قدومه إلى الشواطئ الأمريكية، وهي موظفة عاملة في مركز بحوث الأرصاد الجوية ، وبالتالي – وحسب التقاليد المرعية – أطلقوا اسم (كاترينا) على ذلك الإعصار وهكذا إعصار (ريتا) ومما يزيد الصنبور نغمة أنهن نساء.
ومع انحدار الشعوب إلى حب الاستقلالية عن الولايات المتحدة قررت بلدان الشرق الآسيوي أن تسمي أعاصيرها بنفسها وتلغي الأسماء المستوردة من أمريكا، مثل إعصار تيد وإعصار فرانكي وهي أسماء أمريكية أطلقت على الأعاصير الآسيوية بحجة أنها غير مفهومة لشعوبها فاستخدمت أسماء حيوانات بدلا من الأسماء البشرية مثل إعصار دامري ومعناه الفيل في اللغة الكمبودية، وإعصار كيروجي وهو اسم نوع نادر من البط البري في كوريا الشمالية، وتتضمن القائمة أيضا أسماء من هونج كونج واليابان ولاوس وماكاو وماليزيا وكوريا الجنوبية والفلبين وتايلاند وفيتنام وإعصار جونو أو غونو أو Gonu الذي ضرب السواحل العُمانية يعني الحقيبة المصنوعة من سعف النخيل بلغة سكان المالديف الأصليين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق