| |||||
| |||||
الإسلام اليوم/ محمد وائل
جدد فضيلة الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، دعوته لتوقف هجرة الشباب المسلم للقتال في سوريا، سواء كانوا ضمن تنظيمات أو كانوا أفرادًا ، مشيرا إلى أن المصلحة الإسلامية تقتضي أن نترك القضية السورية للسوريين، خاصة وأن النظام السوري دائما ما يتذرع أمام العالم بأنه لا يقاتل شعبه وإنما يقاتل مجموعات مسلحة "إرهابية" تسللت من خارج البلاد، على حد وصفه.
وأكد ـ في حلقة الليلة من برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة حول "خطبة الوداع .. وصايا وعبر" ـ أنَّ وجود هذا العدد القليل من الإخوة بسوريا لن يغير في مسار المعركة، مؤكداً أنّ الثورة السورية لا تحتاج إلى مزيد من الرجال وإنما فقط الدعم بالمال والسلاح والدعاء ورعاية النازحين وأسر الشهداء والمقاتلين.
ولفت د. العودة إلى أن وجود هذا العدد قد يدفع بعض الدول العربية فضلا عن الأوروبية إلى أن تحجم عن دعم الشعب السوري في معركته ضد نظام بشار الأسد، خشية أن يصل إلى من يصنفونهم بأنهم "أعداء" أو "إرهابيون" على حد وصفهم.
ثورات سلمية
وأكد فضيلته أن الأصل في ثورات الربيع العربي هو أن الشعوب انتفضت سلميا للمطالبة بحقوقها، مثلما وجدنا في ليبيا وتونس واليمن ومصر وسوريا، والأصل أن هناك عقدا اجتماعيا بين الحاكم والمحكوم وهو ما قرره النبي، صلى الله عليه وسلم، في خطبة الوداع، حينما رسخ لمفهوم الحقوق والواجبات، إضافة إلى ما بينه الحق سبحانه وتعالى في قوله: " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير" ، مؤكدًا أنّ حمل السلاح إنما جاء لمواجهة طائرات النظام ودباباته مثلما يحدث الآن فى سوريا.
خطورة الاختلاف
وشدد د. العودة على أن أخطر ما يهدد المشاريع الإسلامية هو الاختلاف وعدم القدرة على التعامل الإيجابي عبر التقارب والتوافق، لأننا ـ في النهاية ـ لن نستطيع أن نلغي الخلاف، ولكن بإمكاننا منح الآخرين هامشا من حرية الرأى والاجتهاد بدلا من أن تضيع المجهودات الإسلامية في صدام بين مشروعات وجماعات إسلامية، مذكرا بحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم".
مقاصد خطبة الوداع
وأكد أن خطبة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم، كانت بمثابة الإعلان الأول عن حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المرجعية التي تحدث عنها النبي رلم تكن فئوية أو طبقية أو عرقية، وإنما مرجعية تكرس الحقوق العامة للبشرية كلها، مشيرا إلى أنه وضع القواعد الأساسية لمفهوم العدالة الشاملة.
وشدد د. العودة على ضرورة ثقافة الصدع بالحق دون خوف، وتشجيع الكلمة المسئولة والعادلة، موضحا أن فساد الأموال ـ مثلا ـ سبب أساسي في تكوين الأحقاد لدى الشعوب، حيث أشار إلى أن التفاوت الطبقى وعدم وجود معيار واضح للعدالة المجردة، من شأنه أن يولد الضغائن في نفوس الناس، وهو الأمر الذي لفت إليه النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خطبة الوداع.
حقوق المرأة
وحول قضايا وحقوق المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية، أوضح د. العودة أن هناك خلطا كبيرا ما بين التشريعات الإسلامية والأعراف الاجتماعية المختلفة، مشيرا إلى أن هناك حالات إهدار حقوق للمرأة في كثير من الأحيان، مثل حرمانها من الزواج، والميراث، والعمل المناسب؛ بل حتى ما يتعلق بما يطلق عليه "جرائم الشرف".
وقال: "هناك أكثر من 5000 آلاف امرأة تقتل سنويًا وهي ثقافة موجودة في مجتمعاتنا العربية حتى عند بعض المسيحيين، بل هناك حالات عديدة وقعت في دول مثل أوروبا"، مضيفا أنه "من الناحية الشرعية، فإن المرأة لو ارتكبت ما يوجب الحد فالأب ليس من حقه القيام به، لأن الأمر موكول إلى القضايا السلطانية والحاكم فقط، وليس الأشخاص أيا من كانوا"
| |||||
الاثنين، 29 أكتوبر 2012
د. العودة: هجرة الشباب للقتال بسوريا تضرُّ بالقضية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق